حوار مع الدكتور أحمد بن علي المعشني

كان حوارا جميلا مع الدكتور أحمد في عام 2010.
ولكي لا يضيع هذا الحوار، أنقله لكم هنا في هذه المدونة، حيث أن الحوار تم نشره سابقاً في شبكة نبض عُمان، وهي أحد المواقع الإلكترونية التي نفتخر بها.

أستاذ جامعي، معالج نفسي، مؤسس العلاج بالاستنارة،
ورئيس مكتب النجاح للتنمية البشرية
( الطاقة الروحية والنفسية)

رجل قاده حب العلم وبعزيمة وإصراره، استطاع أن يحتل مكانة مرموقة، يتميز بأسلوبه السلس الذي يخترق القلوب التي تستمع له والتي تتجول بين سطوره وحروفه. هو الدكتور أحمد بن علي المعشني، استطاع أن يبث في النفوس كل ما هو إيجابي وفعال، ولم نقف مكتوفي الأيدي عندما أتيحت لنا الفرصة للابحار بين أمواج محيطه الواسع.

وهكذا كان الحديث مع الدكتور أحمد :

1- بطاقتك الشخصية؟
أبدأ بتقديم الشكر شبكة نبض عُمان (مدونة بُروع حالياً) على دعوتي لأكون ضيفاً في عالم المبدعين. أما عني فأنا أحمد بن علي المعشني، مواليد عام 1962 في ولاية طاقة. بدأت دراستي في سن متأخرة نسبياً لعدم وجود مدارس متاحة في السلطنة في ذلك الوقت، مما أضطرني للتأخر إلى سن الثانية عشرة من عمري حيث التحقت بالمدرسة السعيدية بصلاله في العام الدراسي 1973/1974 بالصف الثاني الابتدائي، لأنني كنت قد بدأت محاولات تعلم ذاتي دفعتني إليها رغبتي الشديدة وتعطشي للقراءة والكتابة. وبعد ذلك أتيحت لي فرصة التسريع فأنهيت المرحلة الابتدائية في وقت قياسي، وكذلك المرحلة الإعدادية أنهيتها في عامين. وبعد حصولي على شهادة المرحلة الإعدادية، اضطررت للعمل في الفترة الصباحية والانتظام في فصول تعليم الكبار حتى أنهيت الثانوية العامة عام 1982، وبعدها حظيت بمنحة دراسية لدراسة التربية وعلم النفس وتكللت بحصولي على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود تخصص تربية وعلم نفس.
عملت بعدها معلماً ثم مديراً لمدرسة في وزارة التربية والتعليم. وبعد سنوات من العمل والخبرة، استأنفت دراساتي العليا حتى حصلت على درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراه في الفلسفة بتخصص الإرشاد النفسي من جامعة القاهرة في عام 2006. بالإضافة إلى حصولي على شهادات عديدة في مجال تنمية الذات والطاقة البشرية وتنمية الموارد البشرية. عملت خلال دراساتي العليا في التعليم الجامعي في الكلية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا التي آلت إلى جامعة ظفار، حيث عملت كمساعد لرئيس الجامعة لشؤون الطلبة ومحاضراً في قسم التربية حتى عام 2007 . الآن أنا متفرغ لعملي الخاص من خلال مركز النجاح للتنمية البشرية، ومن خلاله أمارس مهنتي المفضلة في التدريب وإلقاء المحاضرات والكتابة التحفيزية وتقديم الاستشارات.

٢- أمامك الفرصة للتحدث عن مجال التنمية البشرية وخبرتك في هذا المجال.

بدأت علاقتي بالبرمجة اللغوية العصبية منذ عشر سنوات عندما بدأت أتعرف على هذا المنهج من خلال حضوري لدورات تنمية الذات وقراءاتي المتعددة حول قوة العقل الباطن وتدريباتي الذاتية لتطوير نفسي. ومع الوقت، زاد اهتمامي، حيث حضرت دورات متقدمة مع مؤسسي هذا المنهج مثل Wyatt Woodsmall و John Grinder، حتى حصلت على شهادة ممارس متقدم ومدرب معتمد في هذا المجال. الفضل في هذا يعود، أولا وأخيرا، إلى الله سبحانه وتعالى، ثم إلى الدكتور إبراهيم الفقي، الذي أعتبره الرائد في نقل التنمية الذاتية إلى العالم العربي من خلال تعاونه مع مركز الراشد وتقديمه للدورات والمحاضرات والكتب في هذا المجال.

هذا الإلهام حفزني للتعمق في هذا المنهج من خلال رسالتي للدكتوراه التي كانت بعنوان “مدى فاعلية برنامج تدريبي لتقنيات البرمجة اللغوية العصبية، دراسة لبعض متغيرات الشخصية لطلبة المرحلة الجامعية بالسلطنة”. بعد ذلك، بدأت بتقديم العديد من البرامج والدورات والورش والكتابات حول البرمجة اللغوية العصبية، مستمدًا منها التقنيات والأساليب، دون أن أغفل عن الاستفادة من جذوري الثقافية والفكرية التي تحفل بالمعرفة والتجارب والإبداع.

3- حدثنا عن هواياتك و ممارساتك الأخرى؟
بالنسبة لاهتماماتي وهواياتي، فأنا أهوى الكتابة التحفيزية وأمارسها من خلال عمود صحفي بعنوان “رحاب” أكتبه كل يوم ثلاثاء في جريدة الوطن التي دأبت مشكورة على تشجيعي وتحفيزي منذ ما يقرب من ثمان سنوات. وكذلك أمارس رياضة التأمل لأنها تكشف لي عن العلاقة بيني وبين البعد اللامرئي من حولي، أحاول أحيانا أن أرخي بصري وسمعي وإحساسي الآني وأدخل في لحظات صمت وسكون لكي أسبر أبعادا أخرى لا أعيها ولا أفهمها بالمنطق المتعارف عليه، ولكنني استمتع بنتائجها الرائعة في حياتي الشخصية والمهنية .

4- ما مدى أهمية الدورات و الكتب التي تختص بالتنمية البشرية و تطوير الذات؟
الكتب والبرامج والدورات التي تعني بالتنمية البشرية تعتبر جامعة مفتوحة تقدم التعليم للراغبين في التغيير نحو الأفضل بلا حدود زمانية أو مكانية. فهي طعام للعقل والوجدان، وهي محفزة لنمو الشخصية وتطوير أفاقها العقلية والروحية إلى رحاب واسعة جدا.

5- ماذا أضاف لك هذا المجال؟ و ماذا أضاف د.أحمد له؟

ساعدني هذا المجال كثيرا في التواصل مع ذاتي فاكتشفت الكثير مما كنت أجهله عن ذاتي، وهذا ساعدني أن أكون نفسي ومكنني من تطوير قدرة التواصل الإيجابي مع ذاتي ومع الآخرين. صرت مقدرا لذاتي، مقدرا للآخرين ومحب للحياة ومحتفيا بها. تحررت كثيرا من المعيقات العقلية التي تبثها الثقافة العامة، وصرت أكثر ارتباطا بالآن أكثر من تركيزي على الماضي أو هروبي إلى المستقبل. صرت أدرب نفسي أن أضع كل قوتي في العمل وليس في النقد أو اللوم أو التباكي على ما مضى. بالنسبة إلى ما أضفت إلى هذا التخصص فأنا لا زلت أسعى لكي أكتشف شيئا جديدا تكون له نتائج تطبيقية ثم يصبح أهلا للتداول مع الآخري

6- ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتها؟

وكيف تغلبت عليها؟ تعرضت لتحديات عديدة اعتبرها هدية من الله لاكتشاف قدراتي واستغلال إمكاناتي التي لولا هذه التحديات ربما بقيت مخفية وغير مستغلة. من التحديات التي واجهتني البرمجة العقلية السلبية التي يروجها الناس في الأماكن التي درست وعملت فيها، لكن بفضل بحثي المستمر عن الأفضل وتحرري من التشبث بالأمور السلبية المألوفة واستعدادي للتضحيات، تحررت وتبنيت معتقدات إيجابية حول نفسي وحول قدرتي على تحقيق ما أريد. الأدوات التي استخدمتها للتغلب على التحديات هي العمل لتحقيق ما أريد وتحويل الصعوبات إلى محفزات.

7- هل تعتقد أن الدعم الإعلامي كافٍ لإبراز المواهب والإنجازات سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات؟

لا أنظر لتقييم أي دعم. أعمل فقط ومن خلال عملي وعمل الآخرين يمكن أن تكون النتائج على مستوى يفرض نفسه على الإعلام. لا أنتظر شيئًا من أي جهة. فقط أعمل وأعمل وأعمل. وإذا كان عملي نافعًا، فسوف يكتب لنفسه القبول ويجذب اهتمام الآخرين.

8- هل تعتقد أن مراكز التنمية البشرية أصبحت تهتم بالجانب المادي أكثر من الفائدة المرجوة منها؟

لهؤلاء البعض الحق في اعتقاد ما يريدون. ولمن يسعون لتطوير أنفسهم الحق في تقييم ما تقدمه هذه المراكز من برامج وفعاليات.

9- كلمة أخيرة؟

كلمتي متجددة وليست أخيرة.. أنصح كل من يريد أن يتقدم أن يسعى لتحرير نفسه من الحكم على الآخرين.

نتمنى للدكتور أحمد التوفيق ودوام الصحة والعافية

يمكنكم أيضًا قراءة ما يكتبه الدكتور أحمد ومتابعته، عبر عمود رحاب في جريدة الوطن.

وبذلك ينتهي لقاؤنا مع الشخصية المتألقة والمبدعة، الدكتور أحمد المعشني، رمز العطاء والإلهام في مجال التنمية البشرية. في محيطه الواسع من العلم والخبرة، ألقى لنا أنوارًا تتراقص على أمواج الفكر والمعرفة، وقدم لنا بصمات تركت أثرها في عالمنا وأثرت في حياتنا.

إن مسيرة الدكتور أحمد المعشني هي شهادة على قدرة الإرادة والعزم على تحقيق النجاح، وعلى أن العقبات والتحديات هي الدرجات التي نصعد بها للوصول إلى قمم الإبداع والتميز.

نود أن نعبر عن تقديرنا وشكرنا له على قبول الدعوة لهذا اللقاء، وعلى المعلومات والخبرات القيمة التي قدمها. نتمنى له مزيدًا من النجاح والتقدم في كل خطواته ومساعيه، وأن يستمر في ترك أثره الإيجابي في حياة الناس.

ولكم عزيزي القارئ، نتمنى أن يكون هذا اللقاء قد أثر فيك وألهمك، وأن يكون قد أضاء دروبك نحو النجاح والتطور الذاتي. وإلى لقاء آخر، مع شخصيات أخرى ملهمة ومؤثرة.